خلال الحرب العالمية الثانية، لم يكن المتحاربون يأمنون جانب من يشعر بالبرد ويبدأ في ارتداء قفاز، فقد تكون هذه بداية موت خاطف. ففي الفترة بين 1942 و1945، استخدمت الاستخبارات البحرية الأمريكية سلاحا قاتلا من تصميم البحرية الأمريكية، لقتل الخصوم بشكل خاطف وسري. السلاح هو مسدس من نوع “سيدجلي أو إس اس 0.38″، يطلق طلقة واحدة من عيار 9 × 29 ملم، وكان فريدا من نوعه، تم تخصيصه للعمليات السرية وعمليات الاغتيال في مسرح عمليات المحيط الهادئ. إلى هنا، تبدو القصة مألوفة ومجرد سلاح، لكن تم تركيب السلاح على ظهر قفاز من جلد البقر. ولإخفاء السلاح، كان عناصر الخدمة السرية الأمريكية يرتدون معطفا بأكمام طويلة. وكان زناد السلاح عبارة عن أنبوب موازٍ لأنبوب المسدس ويمتد إلى ما بعده. وبعد تحميل المسدس بالطلقة وتجهيزه، يتم إطلاق النار عن طريق قبضة اليد وتوجيه لكمة مباشرة للهدف. ليست تلك اللكمة كغيرها، إذ يصطدم الزناد بالهدف وتندفع الطلقة في اتجاهه مباشرة، وهذا يعني أن أنبو سيكون على بعد ملليمترات من هدفه عندما تخرج الطلقة. ومن الناحية النظرية، يمكن الضغط على الزناد بيد أخرى، لكن المستخدم سيكون في خطر وتصبح نواياه واضحة ويمكن أن يؤثر الأمر على دقة التصويب. وأطلقت السلطات الأمريكية على السلاح أسماء عدة من بينها “مسدس القفاز” و”بندقية القفاز”. لكن من الجوانب الضعيفة تكتيكيا في ذلك السلاح، أنه كان يتم صرفه لمستخدمه كقطعة قفاز واحدة، وهذا يعني أنه للحصول على مظهر غير مثير للشكوك، كان على مستخدمه العثور على قفاز مماثل لليد الأخرى, كما أنه عندما يكون الهدف محميا أو بعيد المسافة، يظهر سؤال مهم: كيف يركض العميل السري نحو هدفه ويقتله بلكمة واحدة؟ فالعملية في هذه الحالة ستكون ساذجة تمامًا. وإذا اقترب العميل بشكل وثيق من هدفه سيثير الشكوك تماما، لذلك كان الهدف من السلاح أن يكون الملاذ الأخير.