أُغلق متحف “باردو” أكبر المتاحف الأثرية التونسية ليلة إعلان الرئيس التونسي قيس سعيد عن الإجراءات الاستثنائية في 25 يوليو 2021 التي شملت تجميد برلمان الإخوان قبل أن يتمّ حلّه في وقت لاحق.
متحف باردو، تلاصق بنايته بناية البرلمان، وهنالك باب مشترك بينهما، يعني يمكن أن تدخل إلى المجلس من باب المتحف والعكس صحيح.
هذا المتحف يحتوي على أكثر من 8 آلاف قطعة أثرية نفيسة وأكبر مخزون للفسيفساء في العالم، تم إعلاقه منذ 20 شهراً بموجب قرار رسمي.
وهو ما دفع عدداً من المثقفين في البلاد إلى إطلاق دعوات للمطالبة بإعادة الحياة الى المتحف.
وتم مؤخرا، الترويج على صفحات التواصل الاجتماعي بإعلاق هذا المتحف ونقل محتوياته إلى متاحف أخرى بالبلاد.
لكن وزيرة الثقافة التونسية حياة قطاط نفت، الخميس، في تصريحات إعلامية، هذا الأمر قائلة: “متحف باردو لم يغلق
نهائيا، ومن العيب على أي مواطن تونسي ترويج مثل هذه الشائعة”.
وأوضحت الوزيرة أنّ “المتحف قيد الصيانة والترميم وسيفتح أبوابه قريبا بمجرد انتهاء الأشغال”.
وقالت حياة قطاط، إن الوزارة تعمل على إعادة فتح كل المواقع الأثرية بما في ذلك موقع قرطاج الأثري ومغارات الهوارية (شمال شرقي تونس) التي يتم ترميمهم.
ثاني متحف في العالم
من جهة أخرى، قال المؤرخ التونسي عبد القادر السليني إن هذا المتحف يُعتبر ثاني متحف في العالم بالنسبة إلى فن الفسيفساء الرومانية بعد متحف فسيفساء زيوغما في تركيا، وهو من أهم المتاحف في حوض البحر الأبيض المتوسط وثاني متحف في القارة الأفريقية بعد المتحف المصري بالقاهرة نظرا لثراء مقتنياته.
وأكد في تصريحات لـ”العين الاخبارية” أن هذا المتحف يضم لوحات من الفسيفساء تغطي مساحة تعادل 5 آلاف متر مربع.
وأضاف أن مقر المتحف كان قصرا لحريم العائلة الحسينية (1705-1957).
وأكد أن مقر المتحف يلتصق بمقر البرلمان لأنه كان قصر الحكم في عهد البايات، لكن عند وصول الحبيب بورقيبة للحكم وإعلان الجمهورية في 25 يوليو 1957، تغير مقر الحكم وتم تشييد القصر الرئاسي الحالي الذي يقع بقرطاج بالضاحية الشمالية للعاصمة تونس.
وأشار إلى أن هذا المتحف يتتبع تاريخ تونس على مدى عدة آلاف من السنين وعبر العديد من الحضارات من خلال
مجموعة واسعة من القطع الأثرية وتم افتتاحه سنة 1888 بحضور علي الثالث باي وكان ذلك في عهد الاستعمار الفرنسي (1881-1956).
وأكد أن تونس خسرت الكثير من الأموال منذ إغلاق هذا المتحف باعتباره الممول الأول لميزانية وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية (حكومية) إضافة إلى قصر الجم والموقع الأثري بقرطاج، حيث يساهم هذا الثلاثي في تأمين حوالي 70% من مداخيلها.
وأشار إلى أن هذا المتحف شهد هجوما إرهابيا سنة 2015 أودى بحياة العشرات، معظمهم سياح، وبقي مغلقا لفترة لكنه عاد اثرها بأسابيع.
وتابع: “لكن هذه المرة، تم إغلاقه لأكثر من 20 شهرا”، مضيفا أن كل البنايات الأثرية تحتاج إلى عمليات ترميم وصيانة من أجل المحافظة عليها من الهدم والزوال.