بدت ملامح الجفاف واضحة في بعض مناطق جنوب العراق لا سيما الاهوار التي جف بعضها بشكل تام ما تسبب بهجرة المئات من العوائل التي تعتاش على ما تجنيه من صيد الاسماك وايضا المواشي التي تراعها، وفيما حذر خبير مائي من خطر الجفاف على الثروة الحيوانية والزراعية،
كد مركز حقوقي ان ازمة الجفاف تهدد البشرية جمعاء والعراق على وجه الخصوص.
ويؤكد الخبير في الشأن المائي والزراعي عادل المختار، ان الجفاف الذي يشهده العراق يشكل تهديد حقيقي على الثروة الحيوانية والزراعية.
ويقول المختار، لوكالة ايرث نيوز، ان “العراق يمر بأزمة جفاف خطيرة وكبيرة، خصوصاً في وسط وجنوب البلاد، وهذه الازمة لم تلاقي أي حلول حكومية حقيقة على مستوى الازمة والكارثة، فهي تشكل تهديد حقيقي على الثروة الحيوانية والزراعية”.
وأضاف ان “بقاء ازمة الجفاف دون حلول مع فصل الصيف والارتفاع الكبير بدرجات الحرارة، فهذا ممكن ان يسبب ازمة في مياه الشرب، وهذا الامر قد يدفع الى هجرة كبيرة سكانية من القرى والارياف الى مراكز المدن”.
هذا وأعلنت مديرية بيئة ميسان، في وقت سابق أن هور العودة وصلت نسبة الجفاف فيه إلى
100%، وفيما أشارت إلى أن الهور يعاني من الجفاف للعام الثاني على التوالي، دعت الجهات المسؤولة إلى إيجاد الحلول العاجلة لإنهاء معاناة سكان الأهوار.
وشهدت مناسيب المياه في عموم العراق انخفاضا كبير بسبب قلة الاطلاقات المائية من دول المنبع اضافة الى التجاوزات الحاصلة على الحصص المائية الواصلة لمحافظات الجنوب، ناهيك عن قلة الامطار، ما اثر بشكل كبير على سكان الاهوار بالتحديد، والتي تشكل الاهوار مصدر رزقهم الاكبر، اضافة الى التراجع الكبير في المساحات المزروعة وخروج محافظات بالكامل عن الخطط السنوية الزراعية ونفوق الاطنان من الاسماك والحيوانات الاخرى نتيجة الجفاف.
الى ذلك يقول رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الانسان فاضل الغراوي في بيان، تلقته ايرث نيوز، ان” ظاهرة الاحتباس الحراري بدأت تظهر في العراق بشكل واضح مع ارتفاع معدلات الغازات الدفيئة بسبب حرق الغاز المصاحب لحقول النفط وعدم الالتزام بالمحددات البيئة في تقليل الانبعاثات من المصانع وارتفاع معدلات التلوث البيئي”.
ضيف ان “التغييرات البيئية اثرت على موارد المياه وادت الى جفاف العديد من مناطق الاهوار وهلاك الاف الدوانم المزروعة بانواع المحاصيل اضافة الى هلاك الثروة الحيوانية والسمكية واضطرار مئات العوائل الى النزوح كما ان التغييرات المناخية وازمة الجفاف في العراق ادت الى تفاقم مشكلة السكن والصحة والتعليم والتنمية في هذا المناطق بل بات حق الحياة مهدد وخصوصا بالنسبة للاطفال”.
ويحذر الغراوي من ان “تفاقم مشكلة المياه وارتفاع معدلات الجفاف والتصحر وارتفاع معدلات درجات الحرارة ومؤشرات الاحتباس الحراري في العراق قد تسبب صراعات على هذه الموارد”، داعيا “الحكومة الى اصدار وثيقة ( التضامن المناخي ) والمساهمة في تقليل الانبعاثات بكافة انواعها التي تؤدي الى الاحتباس الحراري في العراق”.
ويطالب الغراوي بـ”تعويض المواطنين الذين تضرروا من جراء التغييرات المناخية وازمة المياه والجفاف في العراق وخصوصا الذين نزحوا والذي هلكت محاصيلهم وحيواناتهم،وتكثيف الجهد الدبلوماسي لايجاد حلول مع دول المصب
والدول المتشاطئة مع العراق لحل مشكلة المياه ودعوة الامم المتحدة الى صياغة اتفاقية جديدة باشرافها