جدل كبير أحدثه الملياردير الأميركي إيلون ماسك بعد أن رد بالموافقة على محتوى تغريدة مفادها، أن المجتمع اليهودي الأميركي يعزز الكراهية ضد البيض من خلال دعم الأقليات، وقال ماسك في حسابه على منصة “إكس” لصاحب التغريدة “لقد قلت الحقيقة الفعلية
صدم رده المجتمع الأميركي الذي أدى لتدخل البيت الأبيض على الفور لاحتواء موجة العداء السامية بينما أوقفت شركات كبرى إعلاناتها على منصة “إكس” التي يملكها ماسك.
وأعلنت شركات مثل “ديزني” و”أي بي أم” و”أبل” وقف إعلاناتها على المنصة بعد انتشار الخطابات المعادية للسامية بحسب تصريحاتها.
كانت مجموعة “ميديا ماترز فور أميركا”، وهي مجموعة مراقبة إعلامية ذات توجهات يسارية، نشرت تحليلاً أظهر إعلانات من علامات تجارية كبرى مثل “أبل” و “أن بي سي يونيفرسال” و “أي بي أم” و “أوراكل” تظهر جنباً إلى جنب مع التغريدات المؤيدة للنازية بشكل علني على “إكس” وأحدث التقرير جدلاً كبيراً دفع هذه الشركات لتعيد سياساتها الإعلانية التي دعمتها تغريدة إيلون ماسك الجدلية.
قصة “الاستبدال العظيم”
والقصة خلف التغريدة التي أيد فيها إيلون ماسك فرضية تعزيز اليهود الكراهية ضد البيض تعود إلى نظرية مؤامرة يمينية متطرفة تدعى “الاستبدال العظيم”، ومفادها أن اليهود يحاولون إغراق المجتمعات الغربية بالأقليات لتقليل عدد البيض، بحيث تصبح المجتمعات عبارة عن أقليات بشكل يجعل الأقلية اليهودية مثلها مثل غيرها من الأقليات من حيث الحجم والتأثير والنفوذ.
وتطور الموضوع لدخول البيت الأبيض على الخط، حيث اتهم الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا بنشر “ترويج بغيض للكراهية العنصرية والمعادية للسامية”.
وقال البيت الأبيض في بيان، “من غير المقبول تكرار الكذبة البشعة وراء أكثر أعمال معاداة السامية فتكاً في التاريخ الأميركي في أي وقت، ناهيك عن مرور شهر على أكثر الأيام دموية للشعب اليهودي منذ المحرقة”.
وكانت هذه النظرية من بين أفكار الكراهية التي أشار إليها مباشرة المسلح الذي قتل 11 شخصاً في كنيس يهودي في بيتسبرغ في عام 2018، وهو الهجوم الأكثر دموية معاداة للسامية في تاريخ الولايات المتحدة.
توضيح من ماسك
وحاول ماسك أن يوضح بطريقة غير مباشرة أن المقصود هو رابطة مكافحة التشهير، وهي منظمة يهودية مناصرة للحقوق المدنية تراقب معاداة السامية وأشكال التطرف، زاعماً أن الرابطة تروج “للعنصرية المناهضة للبيض بشكل فعلي”.
ورد الرئيس التنفيذي للرابطة على هذه المزاعم ووصفها بـ”الخطيرة”، وكتب على منصة “إكس” أنه “في الوقت الذي تتفجر فيه معاداة السامية في أميركا وتتصاعد في جميع أنحاء العالم، فمن الخطير بلا شك استخدام نفوذ المرء للتحقق من صحة النظريات المعادية للسامية والترويج لها”.
وهناك قضايا عالقة بين ماسك وهذه الرابطة اليسارية بسبب اتهامات بترويج للمعاداة السامية، ويقول ماسك إنها تسببت بفقدان كثير من الإعلانات على المنصة بسبب ادعاءاتها غير الصحيحة.
تطور ذلك مع الأحداث الجيوسياسية للحرب بين إسرائيل و”حماس” وازدياد المنشورات حولها، وقالت شركة “أي بي أم” لصحيفة “فايننشال تايمز” إنها “أوقفت جميع الإعلانات على منصة إكس بينما تقوم بالتحقيق في هذا الوضع غير المقبول على الإطلاق”.
صرح مصدر في شركة “أبل” لموقع” أكسيوس” أن الشركة تفعل الشيء نفسه، وأكد متحدث باسم شركة “ليون غايت” أنها أيضاً أوقفت إعلاناتها، وأوقفت “ديزني” الإنفاق على المنصة موقتاً، حسبما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”.
وكتبت الرئيسة التنفيذية لشركة” إكس”، ليندا ياكارينو على المنصة، “إن وجهة نظر إكس كانت دائماً واضحة للغاية، وهي أن التمييز يجب أن يتوقف في جميع المجالات… أعتقد أن هذا شيئاً يمكننا ويجب أن نتفق عليه جميعاً.. لقد كانت إكس واضحة للغاية بشأن جهودنا لمكافحة معاداة السامية والتمييز، ولا يوجد مكان لذلك في أي مكان في العالم لأنه قبيح وخاطئ”.
ومنذ استحواذ إيلون ماسك على “تويتر” العام الماضي وتحويله إلى منصة “إكس”، حذر النقاد من أن خططه الخاصة بشبكة التواصل الاجتماعي الشهيرة قد تؤدي إلى انفجار الكراهية.
وتحظر سياسة المحتوى في منصة “إكس”، “استهداف الأفراد أو المجموعات بمحتوى يشير إلى أشكال العنف أو الأحداث العنيفة، إذ تكون الفئة المحمية هي الهدف الأساس أو الضحايا، خصوصاً إذا كان القصد هو المضايقة” بما في ذلك “النص الذي يشير إلى أو يصور… الإبادة الجماعية، (على سبيل المثال، الهولوكوست)”، لكن الشركات المعلنة لاحظت أن المحتوى المعادي للسامية والمؤيد للنازية يستمر في الظهور على المنصة.
المصدر:
وكالات