اختفت الغواصة تيتان في منطقة نائية في شمال المحيط الأطلسي يوم الأحد الماضي، مع إمداد بالأكسجين يكفي لأربعة أيام فقط لطاقمها المكون من خمسة أفراد.
وفُقدت الغواصة “تيتان” أثناء رحلة غوص لمشاهدة موقع حطام السفينة تيتانيك، في الوقت الذي يكتنف فيه الغموض الظروف المحيطة بطاقهما، قبل العثور على حطام لها بالقرب من موقع أشهر سفينة غارقة في العالم “تيتانيك”.
يبلغ طول الغواصة “تيتان” 22 قدماً (6.7 أمتار)، وكانت تغوص بأفراد طاقمها على عمق آلاف الأقدام تحت الماء.
وبدأت الغواصة التي تديرها شركة “أوشن جيت” الأمريكية، رحلة مفترض أن تستغرق ساعتين صباح الأحد، لكنها فقدت الاتصال بسفينة الدعم الخاصة بها، ولم تتوقف جهود البحث عن الغواصة، كما تحرك روبوت آخر من سفينة أبحاث فرنسية باتجاه قاع المحيط الخميس، للبحث عن علامات أو أدلة عليها.
هل نفذ الأوكسجين
كان الخوف خلال الساعات الماضية، من خطر نفاد كمية الأكسجين في الغواصة، حيث أفادت تقارير سابق خلال اليوم، أن الوقت المتبقي أمام الغواصة وطاقمها أقل من 10 ساعات فقط حتى تنفد كمية الأكسجين المتبقية، مما كان يدفع عمليات البحث والإنقاذ إلى سباق مع الزمن بغية العثور على الغواصة قبل فوات الأوان.
ورغم خطورة نفاد الأكسجين، لم يكن هذا هو الخطر الوحيد التي يتعرض له طاقهما؛ إذ ذهبت بعض التقارير إلى إمكانية فقد الطاقة الكهربائية، التي من المحتمل أن يكون لها دور في عملية التحكم في كمية الأكسجين وثاني أكسيد الكربون داخلها.
ومع تراجع مستوى الأكسجين، تزداد نسبة ثاني أكسيد الكربون الذي يستنشقه طاقم الغواصة؛ الأمر الذي ينذر بعواقب وخيمة محتملة، حيث إنه عندما تتراكم مستويات ثاني أكسيد الكربون، تصبح مهدئة للجسم، وأشبه بغاز التخدير، مما يدفع الشخص إلى النوم.
عمليات البحث
وقام خفر السواحل الأمريكي بعمليات البحث عن الغواصة المفقودة ورصد المزيد من الضوضاء، لكنها لم تتوصل إلى مصدر هذه الضوضاء وطبيعتها، في ظل مساعدة البحرية الأمريكية في تحليل هذه البيانات.
وذكر خفر السواحل الأمريكي، أمس، أن طائرات البحث الكندية سجلت ضوضاء تحت سطح البحر باستخدام سونار.
ودفع هذا الاكتشاف فريق البحث إلى توسيع نطاق البحث، وتحويل تركيزه إلى المنطقة التي تم رصد الضوضاء فيها، ولكن عمليات البحث تحت الماء في المنطقة التي تم رصد الضوضاء فيها لم تسفر عن أي شيء حتى الآن.
طاقم الرحلة
ضم طاقم الرحلة المنكوبة 5 أشخاص هم: (ستوكتون راش، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “أوشينجيت إكسبيديشنز”، التي تدير الغواصة المفقودة، وكان هو قائدها خلال الرحلة، وهاميش هاردينج، رجل الأعمال والمستكشف البريطاني، وبول هنري نارجوليت، خبير بحري فرنسي زار موقع حطام تيتانيك 35 مرة، وشاه زاده داوود وابنه سليمان، رجل أعمال بريطاني من أصل باكستاني، يبلغ من العمر 48 عاماً، وابنه سليمان، 19 عاماً.
هل انتهت الرحلة
ولم تنته الرحلة خلال ساعتين فقط، ولكن استمرت من يوم الأحد إلى الخميس، ليعلن خفر السواحل الأمريكي، اكتشاف موقع حطام الغواصة قرب سفينة تيتانيك.
وأكدت شركة بلاجيك للخدمات البحرية، اكتشاف حطام قرب تيتانيك، وقالت إن الغواصة تحركت ومعها ما يكفي من الهواء لمدة 96 ساعة؛ ما يعني أن خزانات الأكسجين نفدت على الأرجح في وقت ما من صباح اليوم بعد مرور 120 ساعة على الغياب.
