451 مشاهدة
دقَّت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، ناقوس الخطر بشأن ارتفاع درجات الحرارة، بالتزامن مع موجة حرّ شديدة يعاني منها سكان النصف الشمالي من الكرة الأرضية
وقال جون نيرن، المستشار رفيع المستوى لشؤون الحرارة الشديدة في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إن “شدّة هذه الظواهر ستستمر في الازدياد، وعلى العالم أن يستعد لموجات حرٍ أكثر شدّة”.
وأشار المسؤول الأممي إلى أن “ظاهرة النينيو التي أُعلن عنها، مؤخرًا، لن تؤدي إلا إلى زيادة وتيرة موجات الحر الشديد هذه وشدتها”.
وأضاف: “إحدى الظواهر التي لاحظناها هي أن عدد موجات الحرّ المتزامنة في نصف الكرة الشمالي زاد 6 أضعاف منذ الثمانينيات، وليس هناك أيّ مؤشر على أن هذا المنحى سيتراجع”.
وتابع نيرن: “لذلك أخشى أننا لم نصل إلى نهاية مشاكلنا، وأن هذه الموجات سيكون لها تأثير خطر على صحة الإنسان وسبل عيشه.. تقع على عاتق الجميع مسؤولية تبني خطط لمكافحة الحرارة الشديدة”.
وفي أمريكا الشمالية، وآسيا، وشمال أفريقيا، وحوض البحر الأبيض المتوسط، يتوقع أن تتجاوز الحرارة 40 درجة مئوية هذا الأسبوع.
ويعزو الخبراء تغير المناخ إلى غازات الاحتباس الحراري التي تحجز الحرارة، وتؤدي دورًا مهمًا في منع انعكاس بعض أشعة الشمس إلى الفضاء.
وهذه الدورة عندما تكون متوازنة، تجعل درجة الحرارة مناسبة للعيش على الأرض، لكن الزيادة في كمية الغازات في الغلاف الجوي تعني احتجاز مزيد من الحرارة فيه، مما يؤدي إلى ظواهر مناخية غير مألوفة.
ولدى سؤاله عما يمكن للأفراد القيام به شخصيًا لمحاولة معالجة تغير المناخ، دعا “نيرن” إلى محاربة الوقود الأحفوري، قائلًا: “أعتقد أن أسهل شيء هو كهربة كل شيء، إنها رسالة بسيطة، والأمر يتعلق بالتوقف عن استخدام الوقود الكربوني”.
ومع تسجيل درجات حرارة قياسية أو قريبة منها، تدعو المنظمة العالمية للأرصاد الجوية المجتمع الدولي إلى عدم تركيز اهتمامه على درجات الحرارة القصوى فقط.
وأوضح “نيرن” أن درجة الحرارة أثناء الليل “هي التي تشكل أكبر المخاطر الصحية، لا سيما على الفئات الضعيفة من السكان، وأن العديد من الأماكن التي سُجلت فيها 40 درجة مئوية أو تم تجاوزها، تبقى الحرارة قريبة من هذه المستويات عند منتصف الليل”.
وأضاف الخبير: “ارتفاع درجات الحرارة بشكل متكرر ليلًا يشكل خطورة خاصة على صحة الإنسان، لأن الجسم لا يتمكن من التعافي.. وهذا يؤدي إلى زيادة الإصابة بالنوبات القلبية والوفيات”.
ولا يوجد تعريف عالمي لموجات الحرارة التي يتم تحديدها وفقًا لمتوسط درجات الحرارة لكل منطقة في العالم، والتي تختلف طبيعتها بشكل كبير، لكن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تعمل على استحداث “مصطلحات وتعريفات موحدة” للحرارة القصوى.